تشهد أسواق مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان في جنوب السودان، زيادة ملحوظة في أسعار المواد الغذائية، وذلك بعد أن تمكنت قوات الدعم السريع والحركة الشعبية – شمال من السيطرة على الطريق الذي يربط المدينة بسوق النعام، الواقع على الحدود مع دولة جنوب السودان. هذه السيطرة أدت إلى انقطاع الإمدادات الغذائية التي كانت تصل إلى كادوقلي، مما أثر بشكل كبير على حياة السكان المحليين.
وأوضح أحد أعضاء غرفة طوارئ كادوقلي أن الأسعار شهدت ارتفاعًا حادًا نتيجة لقطع الطريق الذي كان يعتبر شريان الحياة للمدينة، حيث كان سوق النعام يوفر كميات كبيرة من المواد الغذائية. وقد تفاقمت الأزمة بعد توقف طريق الأبيض الدلنج عن الخدمة منذ بداية النزاع، مما زاد من حدة نقص السلع الأساسية في الأسواق.
في يوم الجمعة 4 أبريل الجاري، تمكنت قوات مشتركة من الدعم السريع والحركة الشعبية من السيطرة على منطقة “أم عدارة”، التي تعد نقطة تقاطع حيوية تربط بين “سوق النعام” ومدن كادوقلي والدلنج ولقاوة. وأكد مصدر مطلع، فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، وفق منصة سودان الترا أن هذا الانقطاع في الإمدادات الغذائية أدى إلى ارتفاع أسعار السلع بشكل غير مسبوق، حيث بلغ سعر جوال الذرة 150 ألف جنيه، والبصل 130 ألف جنيه، وجوال الدقيق 140 ألف جنيه، بينما وصل سعر جالون البنزين إلى 90 ألف جنيه، وسعر كيلو اللحوم إلى 16 ألف جنيه.
أفاد مصدر مطلع وفق منصة سودان الترا بأن مدينة كادوقلي تعاني من حصار خانق منذ أسبوعين، نتيجة لقطع الطريق الحيوي الذي يعد شريان الحياة للمدينة. هذا الوضع أدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والاقتصادية في المنطقة، حيث أصبح الوصول إلى المواد الأساسية والخدمات أمراً صعباً للغاية.
كما كشف المصدر عن تعرض الناشطين في كادوقلي لمضايقات من قبل الأجهزة الأمنية، حيث تم اتهامهم بالتعاون مع الحركة الشعبية والدعم السريع. هذه المضايقات تعكس التوترات المتزايدة في المنطقة، وتزيد من معاناة المواطنين الذين يسعون إلى التعبير عن آرائهم ومطالبهم.
من جانبه، أوضح فرح إبراهيم، المسؤول في الإدارة الأهلية بجنوب كردفان، أن قطع الطريق الذي يربط كادوقلي بسوق النعام على الحدود مع جنوب السودان كان له تأثير مباشر على ارتفاع أسعار السلع والخدمات في الولاية. وأشار إلى أن العديد من مناطق جنوب كردفان تعاني منذ أكثر من عشرة أيام من زيادة حادة في أسعار المواد الغذائية الأساسية، مما جعل الكثير من المواطنين غير قادرين على شرائها، خاصة بعد فقدانهم لمصادر دخلهم وتوقف الرواتب منذ بداية النزاع الذي دخل عامه الثالث.
دعا المسؤول الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه إلى ضرورة التدخل لفتح طريق الدلنج الأبيض وكادوقلي النعام، وذلك لإدخال المواد الغذائية إلى الولاية التي تعاني من حصار خانق نتيجة تحالف الدعم السريع والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو.
تشهد مناطق شرق ولاية جنوب كردفان اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني الذي يسعى لفتح طريق أم عدارة، الذي يبعد حوالي 70 كيلومترًا غرب كادوقلي، بهدف تأمين الوصول إلى المدينة.
في يوم الخميس 10 نيسان/أبريل، تمكنت قوات الدعم السريع والحركة الشعبية من صد هجوم الجيش السوداني الذي كان يهدف لفتح طريق “أم عدارة”، مما أدى إلى تراجع الجيش إلى منطقة القوارير التي تبعد حوالي 50 كيلومترًا غرب كادوقلي.